خواطر

حكمة مُفتقدة في وقتها!

تكمن أزمتهم دائمًا في أنهم يفهمون متأخرًا جدًا، بعد أن تسرق السنوات طاقاتهم قبل أعمارهم، كانت لديهم كل المعطيات لإدراك الاختيارات الصائبة، لكنهم بكبرياء وعناد تجاهلوها، من سبقوهم في الحياة نصحوهم مرارًا وتكرارًا بكل الطرق دون جدوى.

وبعدما دارت دورة الأيام، أخيرًا استوعبوا! ولكن بمرارة، لأنهم يعلمون أن وقتهم قد أضمحل، ولن يعود إليهم مهما تحسروا عليه، ولكن أكثر ما يقهرهم حقًا، هو رد فعل الأجيال الجديدة المُغترة بذاتها، حينما يرشدونهم إلى حكمة السابقين، فيقابلون نصائحهم بسخرية لاذعة، وكأنه مكتوب على أبناء عالمنا البائس ألا يتعلم أحد الدرس مبكرًا أبدا!

ولعل هذا سر ترفع كثير من الشيوخ الذين عَركتهم الحياة عن المُحاججة والمُلاججة، فرغم أنهم يعرفون حقائق الحياة القاسية أكثر من غيرهم، إلا أنهم يتركون الصغار غير الناضجين يجادلون بثقة كما يريدون، ثم يبتسمون لهم في صمت وفي عينيهم نظرة تقول: «ستفهمون فيما بعد، ربما بعد أن نرحل»

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!