خواطرلاهوت

الكنيسة الحقيقية لا تحب العالم!

إذا أرادت أي كنيسة أن تحمي شعبها من طغيان إله هذا الدهر، فعليها أن تتفانى في تمسكها بالأصل الذي تنتمي إليه، هذا هو طوق النجاة الوحيد المتاح في عالم فارغ الروح والوجدان، فعندما تتخلى عن هويتك تضع بيديك نهايتك!

ليتنا نصغي إلى أبينا المتنيح القمص بيشوي كامل حينما قال صيحته الشهيرة: «أن الكنائس التي بدأت تتفاهم مع العالم، لكي تصل إلى حلول للتطورات الحديثة والسريعة، لكي تتلاقي معه في أنصاف الحلول، ابتلعها المجتمع»!

ومازال صدى صيحته يتردّد في الكنيسة حتى الآن، فأرجــوكم لا تسمعوا لكل الدعايات الفــارغة والساذجة والخبيثة التي تحدثكم عن ضرورة أن تخضع الكنيسة لتطور في فكرها كي تتوائم مع العصر الحديث!

لا تسمعوا لكل من يطالب الكنيسة أن تجدد في إيمانها أو تقليدها لكي تتأقلم مع الواقع الجديد والمجتمعات المختلفة. حافظوا على تقليدكم الثابت عبر القرون، ولا تنقلوا التخم القديمة من أجل إرضاء عالم لن يرضى أبدًا!

لا تفرطوا في تقليدكم من أجل وحدة وهمية مع الكنائس الغربية التي لم يعد لها أي صلة بالمسيحية منذ أن تصالحت مع العالم بأوثانه، وسمحت رسميًا بمباركة القسوس للأزواج من نفس الجنس، وصارت مجرد أدوات في يد رئيس هذا العالم!

لقد أضمحلت المسيحية تمامًا في أوروبا لأن كنيستها تأقلمت مع العالم، فلا تخافوا من الاندثار لأنه لا برج حصين لنا إلا اسم الرب الإله! (أم 18: 10).

ولا يرهبكم أحد عندما يصف تمسككم وثباتكم بأنه جمود وتعصب وانغلاق وفريسية، بل أثبتوا على ما تعلمتم وأيقنتم، من خلال الكتب المقدسة (2 تي 3: 14)، وهذا عينه ما قصده معلمنا بولس الرسول حينما حذرنا بحكمة قائلًا: “لا تشاكلوا هذا الدهر” (رو 12: 2)

وهو ما أرشدنا إليه بالروح القدس القديس يعقوب الرسول حينما قال: “أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله” (يع 4: 4)

وما أخبرنا به القديس يوحنا الحبيب في رسالته الأولى قائلًا: “لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب” (1 يو 2: 15).

ولهذا كان العظيــم أثناسيوس الرسولي حامي الإيمان يُلقب بـ”ضد العالم”! فلا تصالحوا العالم لأجل مكاسب زمنية رخيصة، وإلا ستخسروا كل شيء! إيمانكم وخلاصكم وأبديتكم!

الكنيسة الآن في حالة حرب شرسة مع إبليس، وكل ما يحدث الآن هو مجرد خطوات تسبق استعلان الأثيم، وزمن الحرب هو زمن بناء الأسوار الحصينة، والحفاظ على أصغر الثوابت، وليس زمنًا لمد الجسور مع مُخالفي الإيمان!

في الحقيقة هو زمن الفرز والغربلة، حيث يُفصل القمح عن الزوان، ويتم تمييز المؤمنين عن غيرهم ليكون المزكون ظاهرون.

للمتابعة على فيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!